أدبشعرقصائد

تسع قصائد للجن وقصيدة للمومياء

الرسم للفنانة شون لين يو

***

 

أيّهذا المساء الذي ينقضي

أيّهذا المطر

أيّهذي السماء التي تنطوي

عن رياح العمر

إنني قادم من سراب السنين

بالتعاليم والكلمات ـ النبوءة

بالشمعدان وباللغة الهرمسيّة

لافتتاح المسيرة

نحو ينابيعنا البدوية

 

***

 

قمر تهالك فوق وجهي منهكا

ليل المدائن لا يفوت

والطفلة الحمراء أشعلت السراج وأسرجت لي مهرة البرق- المغيب

هذا شتاء آخر

يأتي من الحجر العجيب

 

***

 

سبع بحار

سبع قفار

سبع صباحات كئيبة

سبع مساءات رحيبة

والوردة البيضاء تغفو

فوق صدرك

ما بين غمام وحمام

نوم الفصول والنجوم

 

***

 

 

في محفل الجنّ

كنت ترقصين مع الحوت

وتلبسين البحر

فستانا

من الرمل والأملاح

كنت تغرقين في تواريخ كواكبه

تستلهمين الريح والموج

تسترشدين منارات الرؤى البيضاء في الليل

وتمضين

في محفل الجن

كنت حمامة تائهة

أو دمية ذاهلة

أو سكين

في محفل الجن

كنت كما أردتك أن تكوني

فكرة تراودني

في الظلمة

بعد انطفاء أنوار الحفل

 

***

 

نور شمس آجريّ

يشرق ذات مساء غامض

كحلم البارحة

أو ما قبلها

مرة أخرى

يعود الحلم القديم

كأنني أموت

وأولد كل مساء

وكأن المساء يغمض

كلما أحلم

بنور شمس آجريّ

يشرق من عينيك المنفتحتين على غروبي

 

***

 

أيها العصفور الوحيد

يا سيّد الشجرة الشرقية

امنحني لسانك لأغنيّ

امنحني لسانك الحكيم سيدي

لأفرح

لأفرح

في ألمي

 

***

 

ليل بلا أمل هو الليل الذي مضى

ها هو الصبح وتغريبتي الأبدية

وسط العالم المسحور

غبار المناجم الذهبي

حيث الشمس الغاربة في البحر تخلف

بيضا ناريّا

أرصفة الضواحي الغامضة

حيث تتنامى زهور فوضوية قاتمة

فيما

أسراب الطيور الكاسرة

تطير نحو المدارات

 

ليل بلا أمل هو الليل الذي مضى

نحو معتقلاته البعيدة

وسط غبار العالم المصعوق

ها هو الصبح يتفجر

صبح الطيور

 

 

***

 

 

صرخة الفجر. اختلاج النجمات. هذيان البحر الوحيد…

وأنا طفل…

والنار ما خمدت…

وعيناي تتسعان …

تنفتحان على أعماق الذات …

(هذيان الفجر في غابة…

ولا طريق…)

صرخة الفجر …

أشباح الليل المتوارية…

وأنا طفل …

منعتق في الضياء …

وفي الليل

يخطفني النجم القطبي

إلى عينيك

إلى مدن تلتفّ بنسيج سبع شموس معدنية

 

***

 

خمسة آلاف سنة ضوئية

في مدن الفوسفور الذهبية

أنا الطفل الفاتح للنار خلاياه

وأنت المجنونة بالآفاق القطبية

 

 

***

 

عائد

للّوتس الأزرق يغشى المنحنى

عائد

للنجم يطرق بابنا

عائد

لليل يفجأ الغرباء بالسر الكبير

عائد

للبرق أخطف ناره الخضراء في جسدي وأمضي

عائدا للصاعقة

 

فوق كفي

عقرب القمر تنام

وبعيدا…

وبعيدا فوق رأسي المرتمي في السحب الحمراء

صولجان الكاهنه يدمي السماء

 

عائد

لامرأة من زبد أو كهرباء

تتفجّر في خلاياي إذا ما اجتزتها

عائد

للشمس في أحداقها

عائد

للميتة البيضاء في أحضانها

 

فلماذا

عندما عدت إليك

ولماذا

عندما أسلمت وجهي ليديك

وغفوت لحظة أو نصف قرن… لست ادري

يا بلادي

خطفتني المومياء؟

 

 

 

باريس – تونس (؟؟؟ ١٩٧٩)

 

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى