أدبشعرقصائد

الليل، المطر، المدن

 

 

مطر الليل يهمى على الجدران

يغسل غبار التاريخ السرّيّ

قلب المجنون ينتفض

ويطير

إلى أرصفة المدن النائمة في حلمه

يدخل أقبية حالكة

 

 

من رأى المجنون يبكي صاعدا درج السماء حين يحترق الأثير؟

من رأى المجنون يهذي حين يبكي البحر على قدميه

حين باسمه يهتف النورس

تحترق الأسوار؟

 

***

 

 

دم يتجمد على الإفريز

والشمس تخضرّ في مرافئ الحزن القديم…

 

 

مطر الليل جنازات ودموع

ونجيع القتلى الملتصق بالحيطان…

***

 

 

هل يتسع القلب لمساءات الصيف؟

***

 

 

لحظات للصمت …

طفل يوقد نجما

يسرق نهرا

يرمي يديه إلى الورد

وفراشات ترحل حالمة

بين الخيل والمدن

 

 

أسحب جسمي المتناثر فوق الأبراج

أخيط لليل رداء من ملح

وأباغته راقدا في ضوء القنديل السحري

 

 

 

مطر الليل

نشيج الورق الصيفي

ورياح الشجر الباكي

أفتح للغياب منافذ

يرقص البرق رمادا دافئا

كالحزن

***

 

 

 

طفل يغرق البحر في كفّه

يسرق الشمس من شجر المشمش

***

 

 

 

مطر الليل

مدن الليل

أرصفة اللحظات

مجنون

طفل

وأنا أنتظر الصبح

ويباغتني الصبح هائما

فوق الرصيف

 

 

أعرف أن الليل طويل

غير أن الليل مسجون

وعيناه سراب وظمأ

***

 

 

أعرف أن ليس لليل نهاية

غير أن الليل سرّي

وذراعاك نهار واسع كالحلم …

 

 

باريس 1977

 

 

 

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى