الحلم يسكن الأرض

اللوحة للفنانة شون لين يو

***

 

أية فرحة يهبني الليل بالأنوار البيضاء بالحب في صمت الساعة بتكثيف الزمن في الوحشة بالتّيه بين ذراعي الملكة تشرح صدري توجدني تنهيني

لا أدري

أيّ جنون هذا الذي يحمله المساء في حقائبه يترحّل معي معه ويفكّ أسري ويعطيني

حنو الأمومة حنو العاشقة البعيدة

حنو النجم مسكني

مسكن الحلم والأرض الغريبة والأسرار والشعر

مسكن الحب السماوي

 

 

لا رقابة على البشر

حين الملائكة تصلّي

تتوافد على مهد عيسى الرضيع

تسأل مريم الطاهرة

كيف الله تساوى مع الإنسان

كيف الله خشيه

خشي عليه

وأدمن عشقك يا مريم

وأدمن وخبّأ السرّ وراء السماء

وراح يبعدها عن الأرض

يبعدها

يبعدها

وتناءى الله

وتناءى السرّ

 

 

 

 

أيّ عالم يتقبلني الآن

أيّ عالم لا يرهب الحقيقة

أيّ عالم يقبل السرّ

فجر الزمن والناس

 

***

 

 

 

إني تذكرتك في الغسق

وعرفت عيونك يا مريم

آه لو تدرين

إلى أية قمّة يصل

حبّي الشيطانيّ

ومدى ضياعي وراء الرؤيا

وانتشاء الإنسان الموصول بك في الحلم

ولهاث اليقظة وضيق الصدر

وسيري على أسوار المدن المتوغّلة في الصحراء

وهمسات الريح في أذني

إن الأطفال يخافون الليل وحلكته

والآبار المظلمة

وأنا طفلك وحبيبك يا مريم

أصرخ للسحب

للشمس

للقمر

لمجرّات تتهالك فوق كتفيّ

كلّما طوقت خصرك بذراعي

 

 

إني أدركت طريقي

من قاع الأرض إلى

درب التبانة

سأغوص معك فيك إليك

حين تغرق أرض الله في بحره

وتغيب السحب والآفاق

ثم نطفو معا

حين تطفو الأرض على البحر

 

 

باريس 1977

 

Exit mobile version