شعر

قرصان العقل

شعر

 

في ظلام الليل الحالك،
بينما أنام
أسمعه يسير على أطراف أصابعه في ممر عقلي
يحاول أن يقتحم هرم روحي و
يسرق الذكريات والأفكار والمشاريع
والزمان والمكان
يحاول السيطرة
ليوقف هروبي من النجوم إلى الأرض.

أثناء نومي،
أسمعه
يتحدث في رأسي
خائناً زيارته غير المرحب بها،
يا له من أحمق مدّعٍ، ساقط من جحيم الحقد!

قرصان عقل … ولكن
بلا عقل!

لقد مرت سنوات على تطفلك،
ألم تفهم بعد؟
إنك لا تصل إلى أي مكان
أنا أعترضك حتى قبل أن تبلغ بوابة الهرم.
هل ما زلت تأمل في الحصول على قطعة من روحي؟
ألا تفهم أنني الفرعون الذي جاء من المستقبل؟
الإله الحي الذي يأمر بالتخاطر،
الكائن الأبدي ذو القوى الخارقة التي تفوق قواك،
أصيل عالم يتجاوز عالمك…

… قرصان العقول!
أأنت غبي؟

ألا ترى، لسنوات، أنك تستديم فشلك؟
لقد خسرت كل حروبك ضدي
لكنك تستمر في العودة
وأنا أستمر في إقصائك عن هرمي…
من الذي دفعك؟
لقد غرر بك،

أرادك أن تفشل،
و فشلت.

أيها الفاشل،
أنت تطيع الفشل،
لهذا السبب لن تحصل على شيء مني،
يا قرصان العقول …

أنت نكرة،
قوتك، إن وجدت، محدودة بالبوابة،
ليس لديك أي مفتاح ولا فكرة عن قوتي،
أنظر إليّ
أراك قادماً من ملايين السنين الضوئية،
تصل زاحفاً بينما أنا نائم،
تعتقد أنني فاقد الوعي،
أنت لا تعرف الفرق
بين النوم وفقدان الوعي،
أنت تعيش في غيبوبة،
تختبئ،
تأمل أن تنتزع قطعة من روحي
لكنك تخدع نفسك،
في كل مرة.
لن تستيقظ أبداً…

هل ما زلت تنتظر أن أتيح لك التسلل إلى منطقة الروح المقدسة؟

أنت لا تعرفني
لقد قضيت حياتك تحاول العثور على بوابة الهرم،
وما زلت محبوساً خارجها،
كيف يمكنك الادعاء أنك تعرفني؟

أنت كلب ضائع في الصحراء،
كلب ينبح: هب، هب!
انبح: هب، هب، هب، هب!
انبح مرة أخرى،
ومرة أخرى تخسر،
يا للخزي!

هل أنت إذن جاهل أم عاجز؟
قرصان العقول…

أنا الفرعون القادم من المستقبل ، أنا من بنى ذلك الهرم،
أنا إله اليقين وعدم اليقين،
أنا النور والظلام
الشمس والقمر
أنا الطين والريح
الماء والنار
أنا جدّ آدم
جئت من النجوم عندما كانت أرضكم كوكباً رضيعاً لا إنسان فيها،
رأيت ولادة الرجل الأول
و المرأة الأولى،
ولدت في المستقبل
ليس لدي حدود في الزمان و المكان،
أمي وأبي هما المحطات التي سمحت لي بالهبوط على الأرض.

…قرصان العقول
هل تدعي أنك تعرفني؟
أنت لا تعرف نفسك حتى
ليس لك وجه
وأنا لدي عديد الوجوه
لديك صوت واحد
وأنا لدي ملايين الأصوات,
هل حاولت يوماً أن تتعرف على حقيقة
عدم وجودك؟
لا يمكنك ذلك.
فأنت محروم من الحياة والوعي.
…يا قرصان العقول!

عندما تعود الليلة
أو غداً
أو الليلة التي تليها
انظر إليّ مرة أخرى
ربما ستدرك
أنه على الأرض، ليس لديك أي وسيلة للوصول إليّ،

 

 

 

 

 

 

عد مع الجيوش
دعهم يكونوا مسلحين حتى أسنانهم
حاول أن تخترق الهرم مرة أخرى بالقوات المسلحة،
والطائرات والأسطول
ربما
ربما يمكنك أن تحفر حفرة صغيرة في الحائط،
تكفي لأدفنك فيها،
لأنه، كما تعلم الآن،
ليس لديك أي وسيلة ضدي.
…يا قرصان العقول!
هل فهمت الآن؟

 

 

 

أنا رجل الفضاء
موطني هو الكون
العوالم المتعددة مملكتي،
لا أنا قريبك، ولا أنت قريبي،
فلا تحاول أن تخلق صلة،
لا يوجد شيء بيننا،
لن يكون هناك أبداً ما يجمعنا،
أنت ميت بالفعل
أنت تنتمي إلى الماضي
وأنا أنتمي إلى المستقبل،
أمي وأبي جاءا إلى الأرض بمهمة،
لقد أوصلاني
وعادا إلى المستقبل
وما زالا هناك
يراقبانني ويراقباننا جميعاً.

أنا الرجل التالي،
مستقبل البشرية،
أنت الماضي الميت،
أنا موهوب بعقل كوني خارق،
ليس لديك أي فكرة عن ماهيته،
على الأرض، أنا السيد
الذي يتحكم بالمتحكم،
أنا آمرك يا قرصان العقول،
من أعمق نقطة في الكون،
من داخل هرم الروح.
…يا قرصان العقول
احمل حقدك واغرب عن وجهي …
إلى الجحيم!

هشام القروي. لندن، 16 أيلول/سبتمبر 2022

زر الذهاب إلى الأعلى