رأي
بقلم الدكتور هشام القروي
بينما نشاهد على شاشات التلفزيون يوما بعد يوم تقارير عن فظائع جيش الاحتلال الإسرائيلي في غزة، سيكون من الصعب محو ذكريات هذه الأيام الفظيعة. وسيذكر التحالف الفاشي الذي دعم غزو نتنياهو الإجرامي، بقيادة بايدن وسوناك وماكرون، على أنه متواطئ في الإبادة الجماعية.
وفي الوقت نفسه، ذهبت بعض المحطات العربية إلى حد مساعدة نتنياهو والدفاع عن مسرح الرعب الإسرائيلي أثناء إجراء مقابلات مع قادة حماس. من المحتمل أن يكون الموساد الإسرائيلي قد اخترق بعض وسائل الإعلام والحكومات العربية إلى هذا الحد. أذكر الحكومات لأننا جميعا نعرف أن وسائل الإعلام في معظم الدول العربية ليست حرة. إذا لم ترعها الحكومات بطريقة أو بأخرى ، فإنها تشرف عليها.
ليس الأمر متعلقا بمحطة واحدة ، ولكنها عدة محطات ، وكان آخرها هو الأسوأ بسبب البلد الذي يقف وراءها.
لم أصدق عيني وأذني قبل بضعة أيام عندما رأيت صحفية عربية تنافس الصحافة الإسرائيلية أثناء إجراء مقابلة مع أحد قادة حماس على قناة العربية. فحتى في إسرائيل، أدان العديد من الصحفيين الإبادة الجماعية الفاشية التي يرتكبها نتنياهو في غزة، في حين أظهرت صحفية على واحدة من أكبر القنوات العربية، الممولة من طرف سعوديين، تفانيا لا يصدق في الدفاع عن آراء نتنياهو، بطرح أسئلة تهدف إلى تجريم ضحايا الاحتلال.
هل هذه محطة سعودية أم قناة صهيونية أخرى، كما يوجد العشرات منها في الغرب؟ هل طلب الإسرائيليون من قناة المملكة العربية السعودية دعم جرائمهم على الرغم من جميع وسائل الإعلام العالمية المنافقة التي تقف إلى جانبهم؟ ربما حدث ذلك لأن العرب يميلون لمشاهدة المحطات العربية أكثر من سي إن إن أو فوكس نيوز. بدون شك.
حتى الآن، اعتقدت أن المملكة العربية السعودية هي أقوى مدافع يحمي المسلمين في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك الفلسطينيون. لكن بعد هذا البث ، فقدت يقيني. وسأظل أرتاب ما لم وإلى أن أمتلك دليلا على عكس ذلك. فقد أصبحت قناة العربية السعودية مؤيدة لنتنياهو، وهو ما يعني مؤيد للإبادة الجماعية. بالنسبة لي، كل أولئك الذين يدينون عملية المقاومة البطولية في 7 أكتوبر أو يلتزمون الصمت بشأن الإبادة الجماعية في غزة هم شركاء في الاحتلال الفاشي لفلسطين. أيديهم ملطخة بدماء ما يقرب من 10.000 نفس فلسطينية قتلتها حكومة النازيين الجدد في إسرائيل.
وبالمقارنة، أقول: “شكرا لقناة الجزيرة.! فهي لاتزال حقا في أعلى درجة، مهنيا وأخلاقيا، لم يتجاوزها أحد.
منذ بداية الصراع، كان فريق الجزيرة من الصحفيين والمراسلين والمحللين والمعلقين فعالا بشكل غير عادي في نقل الحقائق حول الفظائع الإسرائيلية في غزة إلى بقية العالم.
من بين جميع القنوات العربية والدولية، أثبتت الجزيرة أنها ليست فريدة من نوعها فحسب، بل أيضا بدون نظير في البث العربي والانكليزي.
دفعت الجزيرة ثمن الدم. إنه تاج على رأس كل أولئك الذين يعملون في الشبكة. أصبح صحفيوها شهداء عند جميع الشعوب العربية بعد استهدافهم من قبل إدارة الفصل العنصري الاستعمارية العسكرية الفاشية ، والتي لا تزال مدعومة من قبل بعض أقوى القادة الغربيين المعادين للحرية والديمقراطية.
ترجمة عربية للنص الأصلي المنشور بالانجليزية على موقع : “جي.إي. دبليو للتقارير والتحاليل”.